الاختلافات بين سوق العملات الأجنبية (الفوركس) وسوق الأسهم
سوف يظل سوق الفوركس دائمًا محورًا للجدل والنقاش، خاصةً فيما يتعلق بمسائل مثل حكم استخدام الرافعة المالية بفوائد أو بدونها، وكذلك الحكم بشأن عمولة التبييت “السواب” وشروط التقابض التي تحدث فيها، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من التفاصيل الأخرى المؤثرة في سوق العملات الأجنبية “الفوركس”. ويتبع هذا السوق نهجًا مختلفًا عن سوق الأسهم، حيث يمتد الأخير على نطاق أوسع ويتضمن مجموعة متنوعة من الأصول، بينما يمكن أن تكون هناك توجهات حول التعامل بأصول حرام وأخرى حلال في سوق الفوركس.
في هذا التقرير، سنستكشف أبرز الاختلافات بين سوق العملات الأجنبية “الفوركس” وسوق الأسهم، بالإضافة إلى مناقشة حكم استخدام الرافعة المالية بدون فوائد، لذا ندعوكم للاستمرار في القراءة.
الاختلافات بين سوق العملات الأجنبية (الفوركس) وسوق الأسهم
تتواجد اختلافات جوهرية بين سوق الفوركس وسوق الأسهم، دعونا نستعرض هذه الاختلافات قبل التطرق إلى حكم الرافعة المالية بدون فوائد:
ساعات العمل:
فيما يتعلق بساعات العمل، يتميز سوق الفوركس بالتداول على مدار 24 ساعة، حيث يشمل أربع بورصات رئيسية (سيدني، لندن، طوكيو، نيويورك)، وبسبب الفروقات الزمنية يتيح سوق الفوركس التداول على مدار اليوم. وعند إغلاق بورصة، تفتح أخرى، مما يخلق فرصاً طوال اليوم، وأوقات الذروة تحدث عند تداخل فترات العمل بين بورصتين مختلفتين.
في سوق الأسهم، يُحدد تداول الأسهم بفترات زمنية محددة حسب السوق المعني، مثلاً تداول الأسهم البريطانية في ساعات جلسة لندن من الساعة 8 صباحًا حتى 4 مساءً بتوقيت جرينتش.
الأصول المتداولة:
بحجم تداول يزيد عن 6 تريليون دولار يومياً، يُعَد سوق الفوركس أكبر سوق مالي في العالم. يتوفر هنا مئات العملات للتداول في أزواج، لكن تركيز المتداولين غالبًا على عملات مشهورة مثل الدولار، الدولار الكندي، واليورو. بفضل هذه التركيزات يكون حجم التداول ضخمًا. في سوق الأسهم، تتاح أصول متنوعة تشمل السلع، والمعادن، والخدمات، والأصول العقارية، مما يُضيف إلى تعددية هذا السوق.
التقلبات السعرية:
يعتبر سوق الفوركس أكثر تقلبًا بسبب تأثره بشكل سريع بالعوامل السياسية والاقتصادية. سوق الأسهم يتميز بتقلبات أقل، حيث تمكن مراقبة الدورات الزمنية من التنبؤ بتغيراته.
السيولة المالية:
نظرًا لأن سوق الفوركس أكبر سوق مالي، يتمتع بسيولة عالية، مما يُمكن من تنفيذ صفقات بكفاءة وبتكلفة منخفضة. في سوق الأسهم، يكون مستوى السيولة أقل، وقد تستغرق بعض الصفقات أيامًا للاكتمال.
التداول بالرافعة المالية:
الرافعة المالية تُستخدم بشكل كبير في سوق الفوركس، مما يسمح للمتداولين بتنفيذ صفقات بقيم أعلى من رأس المال المملوك. في سوق الأسهم، تُقدم الرافعة بشكل محدود وغالب
لكن عندما نتحدث عن سوق الأسهم، فبالرغم من أن الروافع المالية موجودة فيه، ولكن أقصى رافعة مالية يمكن العثور عليها هي 1: 100، وليست كل شركات الوساطة المالية تقدمها في سوق الأسهم، فهي أكثر شهرة، واستخدامًا في سوق الفوركس.
بما أننا تحدثنا عن التداول بالرافعة المالية، فدعونا نعرف ما هو حكم الرافعة المالية بدون فوائد
وافق العلماء والفقهاء في الشريعة على أن استخدام الرافعات المالية في التداول يُعتبر حرام لعدة أسباب. إن الحكم لا يعتمد هنا على إذا ما كانت الرافعة المالية مرتبطة بفوائد أو غير مرتبطة بها، بل ينبع من توافر عدة جوانب في الرافعات المالية التي تجعلها محظورة شرعاً. سنستعرض هذه الجوانب فيما يلي:
- رسوم التبييت: تشمل الرسوم التي تُفرض عند تبييت الصفقات، وهذا يعني فرض رسوم إضافية على القرض الذي يتم منحه من قبل وسيط مالي للمتداول، وبالتالي يمكن اعتبار هذا النوع من الرسوم كنوع من الربا.
- الصفقات من خلال الوسيط: تفرض شركات الوساطة المالية التي تقدم الرافعات المالية شرطًا بأن يتم إجراء الصفقات عبرها، وهذا يعتبر نوعًا من القرض المرتجل، وبالتالي يتم دمج القرض مع السمسرة، وهذا يمكن اعتباره محظورًا شرعًا؛ لأنه يتضمن عقد معاوضة يتضمن السلف والبيع.
- عدم حصول القبض: عندما يقترض المتداول من شركة وساطة مالية باستخدام الرافعة المالية، لا يحصل على المبلغ الفعلي للقرض، وبالتالي لا يمكنه الحصول على تلك الأموال بشكل فعلي، وهذا يعتبر من أشكال الربا النسيئة.
بناءً على هذه الأسس، إذا قررت التداول باستخدام أموالك الخاصة بدون استخدام الرافعات المالية، فإنك تتجنب المشكلات الشرعية. وعندما تستطيع الحصول على الأموال التي تستثمر بها بشكل فعلي دون أي قيود، يُعتبر هذا النوع من التداول جائزًا. والله أعلم.
إلى هنا نكون قد تعرفنا بشكل كامل على ما هي الاختلافات بين سوق العملات الأجنبية “الفوركس” وسوق الأسهم، وكذلك تعرفنا على حكم الرافعة المالية بدون فوائد.