طريقة حساب زكاة الأسهم
طريقة حساب زكاة الأسهم، تشكل الزكاة عنصرًا أساسيًا في نسيج الإسلام، تعبيرًا عن الرفق والتعاطف في مجتمع المسلمين. إنها ليست مجرد فريضة دينية تتجلى في إخراج نسبة محددة من الثروة، بل هي عبارة عن تعبير حي عن مفهوم العدالة الاجتماعية ورعاية الفقراء والمحتاجين. يقدم هذا المقال طريقة حساب زكاة الأسهم واستكشاف أبعاد الزكاة وأهميتها في الحياة الدينية والاجتماعية، وكيف تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التواصل والتراحم في المجتمع الإسلامي.
محتويات الموضوع
طريقة حساب زكاة الأسهم
طريقة حساب زكاة الأسهم تُعد من القضايا التي تشغل الاهتمام لدى الأفراد الذين يمتلكون حصصًا في شركات كبيرة أو متوسطة، إذ يواجهون تحديات في فهم كيفية تحديد زكاة أموالهم، ويتم ذلك وفقًا للمعايير التالية:
- إذا كانت بهدف الربح: إذا كانت الأسهم جُنبًا إلى هدف الحصول على أرباح، وليست لغايات تجارية، يتم حساب زكاة الأسهم استنادًا إلى العائد السنوي، حيث يُخرج ربع العشر من الأرباح بعد انقضاء السنة المالية، دون النظر إلى القيمة الإجمالية للأصول.
- إذا كانت لهدف التجارة: إذا اقتنى الفرد الأسهم بهدف التجارة، فيجب دفع زكاة مماثلة للأموال التجارية. يتم تقدير قيمة الأسهم على أساس قيمتها السوقية عند حلول الحول، بغض النظر عن تغير قيمتها الإجمالية عند الشراء.
- إذا تم بيعها أثناء الحول: في حال بيع الأسهم خلال الحول، وكان الهدف من الاقتناء هو التجارة، يُخرج الفرد الزكاة على كامل الأموال المحصلة من البيع بعد نهاية الحول، دون اعتبارها أموالًا متعلقة بالأسهم.
- إذا تم دفع الشركة للزكاة: إذا قامت الشركة بسداد زكاة الأسهم نيابة عن المساهمين دون استشارتهم، يتم التعامل معها وفقًا للضوابط المذكورة سابقًا، حيث يُحسب المبلغ المدفوع كزكاة تابعة للأسهم ويتم التعامل معه بشكل مناسب.
تظهر طرق حساب زكاة الأسهم تعقيد القضية، حيث يجب على المساهمين الانتباه إلى الغايات الرئيسية لحيازة الأسهم والتعامل مع زكاتها بناءً على الأحكام الشرعية المعتمدة.
هل الاسهم عليها زكاة ابن عثيمين
نعم، يجب دفع زكاة على الأسهم، وفقًا لآراء الفقهاء، بما في ذلك ابن عثيمين الذي أكد هذا الأمر. ومع ذلك، يتفق الفقهاء على بعض التفاصيل حول زكاة الأسهم، ويعرج ابن عثيمين على هذا الموضوع بإلقاء الضوء على النقاط التالية:
- الأسهم في الشركات الكبيرة: إذا كانت الأموال مستثمرة كأسهم في شركة كبيرة تخضع لرقابة الحكومة، فإن الزكاة يتم أخذها من قبل الحكومة، ولذلك لا يكون عليك دفع الزكاة على تلك الأسهم.
- الأسهم في الشركات الصغيرة: إذا كانت الأسهم في شركات صغيرة، فإن المساهم يكون ملزمًا بدفع الزكاة بنفسه على تلك الأسهم، حيث لا تقوم الحكومة بأخذها.
- الأسهم بهدف التجارة: إذا كان الغرض من امتلاك الأسهم هو التجارة، فإن قيمتها تُقدر ويتم دفع الزكاة على هذه القيمة. وعند حلول نهاية الحول، يجب دفع ربع العشر من قيمة الأسهم كزكاة.
- أسهم مكتسبة لحفظ الثروة: إذا كانت الأسهم قد تم اقتناؤها بهدف حفظ المال وليس بهدف التجارة، فإنه لا يُلزم صاحبها بدفع الزكاة عليها، لأنها ليست من الأموال التي تخضع للزكاة.
يتبنى ابن عثيمين هذه الآراء بناءً على فهمه العميق للشريعة الإسلامية ويوضح الضوابط التي يجب على المسلمين اتباعها في دفع زكاة الأسهم بشكل صحيح.
هل يجب دفع الزكاة في التعامل مع المضاربة؟
في الشرع، يُعرف هذا النوع من الأمور بالمضاربة، ويتمثل في أن يُقدم شخص جزءًا من ماله لشخص آخر لتشغيله في التجارة، ثم يأخذ جزءًا من الربح. وفيما يتعلق بالزكاة في هذا السياق، يُسلط الضوء على الآتي:
إذا تم تقسيم الربح: إذا قدم شخصٌ مالًا لآخر للتجارة، ثم تم توزيع الربح بين صاحب رأس المال والشريك، يكون على صاحب المال أو المضارب دفع الزكاة. يُحسب مبلغ الزكاة من الربح ويكون يعادل ربع العشر، دون أن يُطالب بدفع أي مبلغ على المال الأصلي، لأن المضارب لا يُعتبر شريكًا في هذا السياق.
إذا لم يتم تقسيم الربح: إذا لم يتم تقسيم الربح بين المضارب وصاحب رأس المال، يكون على صاحب رأس المال دفع زكاة المال الأصلي وزكاة الربح. أما المضارب، فهناك اختلاف في آراء العلماء، حيث يُرى منهم أنه يجب تزكية المال من الربح، ومنهم من يقول أنه يجب تزكية المال الأصلي عند انقضاء الحول أو على الربح عند حدوث الحول عليه.
هل تجب الزكاة على نفس المال كل عام
نعم، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الزكاة تجب في جميع المال المدخر إذا بلغ نصابا، وحال عليه الحول، وذلك كل عام، فتنظر مقدار المبالغ التي عندك في نهاية كل عام، ثم تخرج ربع العشر ما يعادل 2.5%، ويصرف للمستحقين من الفقراء والمساكين، ومن ذكر الله في آية مصارف الزكاة في سورة التوبة.
من يستحق زكاة المال
فيما يتعلق بالزكاة، ينبغي أساسًا أن تُقدَّم للفقير مساعدة مالية تُمكِّنه من تلبية احتياجاته الضرورية في حياته. ولكن، إذا كان هذا الفقير عاجزًا عن إدارة المال بمفرده أو غير قادر على تحقيق أقصى استفادة من زكاته، يُسمح للمتصدق أن يتولى عن الفقير شراء ما يحتاجه من ضروريات الحياة. يُفضَّل أن يكون هذا الدعم متناسبًا مع احتياجات الفقير ويتم بروح إنسانية، مع مراعاة أن يكون ذلك الشراء ضمن إطار يلبي حاجاته الفعلية، ولا يشمل ما لا يعتبر ضروريًا له.
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن من يستحقون الزكاة ومن يجب أن ندفع لهم أموال الزكاة وهم كالآتي:
- الفقراء والمساكين: يشمل هذا الفقراء والمساكين من المسلمين الذين يواجهون صعوبة في تأمين قوت يومهم، ويتعين على الزكاة أن تكون لهم دعمًا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
- العاملون عليها: يشير هذا إلى الأفراد الذين يعملون في تحصيل وتوزيع الزكاة، حيث يُمكنهم أيضًا أخذ حصة لتغطية نفقاتهم وضمان استمرار تقديم هذه الخدمة.
- المؤلفة قلوبهم: يمكن توجيه جزء من الزكاة للأفراد الذين اعتنقوا الإسلام حديثًا، بهدف تحقيق التآلف وتعزيز انتمائهم للدين.
- في الرقاب: يشمل تحرير الرقيق المسلم أو الأسير، ويُمكن دفع الزكاة لتحقيق حريتهم أو لتوفير ما يلزم لتحقيق ذلك.
- الغارمون: يشمل الأشخاص الذين يعجزون عن سداد ديونهم، ويُمكن دعمهم من خلال الزكاة لتسديد ديونهم الواجبة.
- في سبيل الله: يشير إلى دعم المجاهدين وتجهيز الجيوش في سبيل الله، ويكون هذا ضمن الجهود الرامية للدفاع عن المجتمع والدين.
- ابن السبيل: يشمل الأفراد الذين يكونون في سفر ويحتاجون إلى دعم، ويمكن تقديم جزء من الزكاة لهم للمساعدة في رحلتهم.
تتعدد هذه الفئات التي تحق لها الزكاة، ويظهر أهمية هذه العبادة في دعم الفقراء وتعزيز التضامن في المجتمع.
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
تحرم دفع أموال الزكاة للفئات التالية:
- آل النبي ﷺ وبني هاشم ومواليهم: يُحظر إعطاء آلُ بيتِ رسول الله ﷺ وأحفاده من أموال الزكاة، وقد أوضح النبي ﷺ ذلك بقوله: “إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآلِ مُحَمَّدٍ” [صحيح مسلم – 1072]. وإذا كانت آل رسول الله في حاجة، يُعطَون من مالنا وأطيبه.
- الأشخاص المكتسبون: لا تُعطى أموال الزكاة إلى القوي القادر على الكسب الذي ترك عمله تكاسلاً، وإنما يُجوز دفع الزكاة له إن كان لا يجدُ ما يكفيه رغم عمله، حيث يُعتبر حينها في حُكم الفقير والمسكين.
- الأغنياء: لا تُعطى الزكاة للأغنياء، وقد صرح النبي ﷺ بذلك في قوله: “لا تَحِلُّ الصَّدقة لغنيٍّ، ولا لِذي مِرَّةٍ سَويٍّ” [صحيح أبي داود – 1634].
- الكفار: لا يجوز إعطاء الكافر من مال الزكاة، وهذا بإجماع جمهور الفقهاء وفقاً للكتاب والسنة.
- من تلزم وتوجب عليهم النفقة: لا يُسمح بإعطاء مال الزكاة لمن وجبت عليك نفقتهم، وهم الأب والأُم والأجداد، وكذلك الزوجة والأولاد، والأُخت التي مات زوجها ووالدها.
هل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب
يجوز دفع الزكاة للفقراء من الأقارب صدقة، وصلة؛ لأن النبي ﷺ لما سئل قال: الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة فلا بأس أن يعطي أخاه، وعمه، وخاله إذا كان فقيرًا من زكاته، أو صدقة تطوع، صدقة وصلة، لكن إذا كان الفقير من آبائه، أو أجداده، أو أمهاته لا؛ لأنه عليه أن ينفق عليهم، أو كانوا من ذريته لا يعطيهم من الزكاة، ينفق عليهم؛ لأن الولد أحق على أبيه أن ينفق عليه، والأم كذلك إذا كان عاجزًا وهي قادرة.
المقصود: الأولاد -الذرية- لا يعطوا من الزكاة، بل ينفق عليهم أبوهم، وأمهم من ماله إذا كانوا فقراء، وهكذا الآباء، والأمهات، والأجداد، والجدات لا يعطون من الزكاة، يعطون من غير الزكاة، نعم.
أضرار عدم دفع الزكاة
الزكاة تعتبر من الفرائض الواجبة في الإسلام، حيث تشكل أحد أركانه، ويجب أداؤها دون التفريط فيها، إذ تنطوي هذه الإهمال على مخاطر كبيرة، منها:
- الحرمان من شفاعة النبي: يُحرم الفرد الذي يتجاوز دفع الزكاة وهو قادر على ذلك من الاستفادة من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. فقد أخبر النبي أن شخصًا قادرًا على أداء الزكاة ويتجاوز ذلك يُحرم من هذه الشفاعة، فكأنه قادم بعير يرغب في بيعه.
- لعنة الله: لعنة الله تعني أن الشخص الذي يُمنع من دفع الزكاة يتعرض للابتعاد عن رحمة الله نهائيًا، وهو عقوبة شديدة. إننا نحيا تحت رعاية ورحمة الله، ومن يمتنع عن إخراج الصدقة والزكاة فهو يُلعن من قبل الله سبحانه وتعالى.
- التعرض لعقاب الآخرة: بالإضافة إلى العقوبة الدنيوية وفقدان البركة في الأموال وفي كل جوانب الحياة، يتعرض الشخص الذي لا يؤدي الزكاة لعقوبة شديدة في الآخرة، وهي العقوبة الأكبر والأشد.