ما هي متلازمة العطاس الضوئي

آخر تحديث: 12 نوفمبر، 2022

ما هي متلازمة العطاس الضوئي

العطس هو عبارة عن رد فعل طبيعي يقوم به الجسم من أجل العمل على طرد وإزالة العوامل المزعجة من الأنف، كما أنه أحد الأعراض الأساسية التي تصاحب نزلات البرد والانفلونزا، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يعطسون في حالة التعرض إلى الضوء والمحفزات الأخرى وهو ما يطلق عليه متلازمة العطاس الضوئي.

متلازمة العطاس الضوئي هي عبارة عن متلازمة تعرف باسم الهياج العيني الشمسي، وهي حالة تتسبب في الدخول في نوبة شديدة من العطس الشديد في حالة النظر إلى ضوء الشمس أو ضوء ساطع، وهي حالة تختلف عن العطس العادي والذي ينتج عن محفزات خارجية أو التهابات الجيوب الأنفية.

يؤثر منعكس العطاس الضوئي على نحو نسبة تتراوح بين 11 إلى 35% من المجتمع، لكن حتى الآن لم يتم دراسة المتلازمة بصورة كاملة، وقد أجريت العديد من الدراسات والتي أشارت إلى أن غالبية المصابين بهذه المتلازمة هم من الإناث وخاصة القوقاز.

ما هو تأثير جينات العطاس الضوئي

منعكس العطاس الضوئي هو أحد السمات الجينية الموروثة لكن بما أن العطاس هو أحد الأمور العادية والمتكررة فقد يصاب بها الإنسان دون أن يعرف، ويتم ورث هذه الصفة من الأبوين بنسبة تصل إلى أكثر من 50%.

الجين المسؤول عن العطاس الضوئي لم يتم التعرف عليه بصورة دقيقة حتى الآن، لكن إذا كان الشخص لديه هذه السمة فمن المرجح أنه سوف يتعرض الى نوبة من العطاس، يمكن أن يكون عدد العطسات قليل ويتراوح بين عطستين إلى ثلاثة، لكن في بعض الأوقات قد يكون العدد كبير للغاية ويصل إلى أربعة عطسة متتالية نتيجة التعرض للضوء.

أي أن الطريقة التي يعمل بها المنعكس عند كل شخص تختلف حتى بين أبناء العائلة الواحدة، لكن يجب العلم أن تأثير الضوء الساطع يحدث نتيجة منعكس العطاس الضوئي لكنه لا يتحفز بالضوء نفسه لكن يحفز تغير في كثافة الضوء وشدته.

يعني ذلك أن الجلوس في المنزل داخل ضوء ساطع لا يؤدي إلى العطس، لكن يبدأ الشخص في الدخول في نوبة العطس بمجرد الخروج إلى الشمس بصورة مباشرة.

ما هي أسباب متلازمة العطاس الضوئي

بالرغم من أن متلازمة العطاس الضوئي هو أساسها موروثة لكن قد أشار العديد من الباحثين إلى أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بها، لذلك تم إجراء العديد من الأبحاث من أجل التأكد منها.
قد أجريت الدراسة في عام 1995 وقد وجدوا أن هناك أقل من 27% من الأشخاص الذين أصابهم متلازمة العطس الضوئي كان لديهم أحد الوالدين يعانون من المتلازمة.
لكن قد أثبتت هذه الدراسة ايضًا إلى أن هناك صلة بين الإصابة بهذه المتلازمة ووجود حاجز أنفي منحرف.
إحدى النظريات الثانية أثبتت أن العطاس يتضمن العصب البصري والتغير في الضوء يؤدي إلى نشاط هذا العصب مما يؤدي إلى تهيج الأنفس وبدء المتلازمة.
نظرية أخرى أشارت إلى أن التعرض للضوء يسبب دموع العين والتي تفرغ لفترة قليلة في الأنف، وقد يسبب هذا الأمر تهيج مؤقت في الأنف مما يؤدي إلى العطس، لذلك أشارت الدراسة إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من منعكس العطاس الضوئي يعاني من الحساسية من بعض الأنواع الأخرى من المحفزات.

هناك بعض الأشخاص يقومون بالعطس بعد تناول الطعام خاصة الأطعمة الحارة أو الوجبات الدسمة، حيث تكتشف المستقبلات في الأنف الكابسيسين وهو عبارة عن مستخلص الفلفل الحار، بينما يكون سبب العطس المتكرر من المعدة الممتلئة غير معروف وليس لديه علاقة بالإصابة بحساسية الطعام.

كيف يعمل منعكس العطاس الضوئي

لا تبدو متلازمة ظاهرة العطاس الضوئي منطقية، حيث أنه من المنطقي أن يكون الغرض من العطس هو إزالة المهيجات والجراثيم العالقة في الأنف أي أن الضوء لا يكون سبب فيها، تم وصف هذه الظاهرة لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي وقد اكتشفها أحد الأطباء الفرنسيين يعطسون بمجرد النظر إلى ضوء منظار العين الخاص به بالرغم من أنه لا يوجد أي محفزات للعطس، بل يعطس هؤلاء الأشخاص بعد التعرض لأشعة الشمس أو عن طريق التصوير الفوتوغرافي بالوميض وفي بعض الحالات القليلة يحدث العطس حتى عند التعرض للاشعة فوق البنفسجية.

في السبعينات من القرن الماضي أطلق على هذه المتلازمة العطس الضوئي وهي المتلازمة الخاصة بالهياج العيني الشمسي الجسدية القاهرة ” السائدة”.

نظريات متلازمة العطاس الضوئي

قد يكون للعطاس الضوئي جذوره في الجهاز العصبي النظير الودي، الذي يتحكم في العديد من أفعالنا الإرادية. أحد الاحتمالات هو أن التنشيط المفاجئ لأحد مكونات هذا النظام أي انقباض الحدقة والخروج في وجه الضوء الساطع ينشط تلقائيًا مكونًا آخر، وهو العطس. ولكن هذا لن يفسر لماذا يعاني بعض الناس من العطس الضوئي والبعض الآخر لا.
احتمال آخر: ربما يقوم العصب البصري، الذي يستجيب للضوء، بتمرير إشاراته وألياف من العصب القحفي الخامس، الذي يتحكم في بعض حركات الوجه. وفقا للنظريات الطبية فإن: بينما ينطلق العصب البصري إشارة الدماغ تضيق الحدقة، فإن بعض الإشارات الكهربية يتم استشعارها بواسطة العصب الثلاثي القحفي الخامس ويخطئ الدماغ في اعتبارها مهيجة في الأنف.

علاج العطاس الضوئي

منعكس العطاس الضوئي بحد ذاته هو ظاهرة لا تضر بالصحة، لذلك لا يوجد حتى الآن أي علاجات أو عمليات جراحية توقف هذه الظاهرة او حتى تخفف منه، لكن يلجأ بعض الأشخاص المصابين بهذه الظاهرة إلى تغطية العين قبل التعرض لأشعة الشمس أو الأضواء الثانية عن طريق ارتداء الأوشحة أو القبعات أو النظارات الطبية.

بالرغم من أن العطس الضوئي غير مرتبط بالحساسية لكن يمكن تناول مضادات الهيستامين بدون وصفة طبية من أجل تقليل المنعكس لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية.

مخاطر العطاس الضوئي

يمكن أن يكون العطاس الضوئي ظاهرة خطيرة في بعض الحالات ومن بينها تشغل السيارة وقيادة المركبة أو تشغيل الماكينات، حيث أن التعرض المفاجيء لضوء الشمس يعرضه إلى نوبة من العطس المتكررة مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في السيارة.

حيث أن العطس ينتج عنه إغلاق لا إرادي للعين لذلك قد يؤدي ذلك إلى حوادث شديدة.