ما هي متلازمة النوستالجيا – مشروع المعرفة

آخر تحديث: 12 نوفمبر، 2022

ما هي متلازمة النوستالجيا

هي متلازمة الحنين بالماضي، يُصاب بها الشخص كثير الحنين للماضي والذكريات الجميلة الموجود فيه، مع كثرة حديثه عنه وكونه من أفضل بكثير من حاضره، كما أن المُصاب بتلك المتلازمة تتواجد لديه رهبة كبيرة من المستقبل وكل يمكن أن يحدث فيه، كما أنها نوع من آليات التي يستعملها العقل لزيادة الشعور بالسعادة وتحسين المزاج الحالي للمريض.

قد صنف العلماء تلك المتلازمة على أنها نوع من أنواع الاكتئاب، ولكننا نجد أختلاف طفيف في تفسير العلماء لتلك المتلازمة فمنهم من صنفها على أنها نوع من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان جراء حنينه لكل الذكريات التي كان يعيشها في ماضيه، ومن من صنفها على أنها من ضمن حالات الاكتئاب.

أسباب النوستالجيا

يُصاب المرء بتلاك الحالة النفسية لعدة أسباب، نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:

في حال رغبته في مقارنة حالته الآن بحالته في الماشي ذلك للتعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته الآن عن غيرها في الماضي، أو لمقارنة الأحداث التي أدت إلى تكون حال في الوقت الحالي، والتي لا تقتصر على حالته النفسية فقط، بل أنها تشمل حالته الاقتصادية، وحالته الاجتماعية، وحالته المادية وغيره.
للهروب من الواقع المرير، ذلك في حال تعرض لأي حدث من الأحداث المؤلمة كفقدان شخص عزيز عليه، أو التعرض لأحد المواقف المريرة، والتي لا يمكن للفرد تخطيها بسهولة، لذا فهو يشعر بالكثير من الراحة في حال تذكرها.
لزيادة الإحساس بالأمان والراحة، ذلك من خلال تذكر الأحداث السعيدة التي كان يعيشها في الماضي.
لتحفيز النفس على التقدم نحو الأمام، ذلك من خلال تذكر كل الإنجازات التي قام بها في الماضي، والتأكد من أنه قادر على تحقيق المزيد منها.
الشعور بالممل المفرط.
الإحساس بالوحدة بشكل كبير.
الخوف من الأحداث الحالية والرغبة في العودة بالزمن.
الإحساس بالذنب من حدث ما وقع في الماضي.
ضعف الثقة في النفس.
الرغبة في الشعور بالسعادة والأمان، خلال الرغبة في تذكر الأحداث الماضية.

يجدر التنبيه على أن العلماء قد اختلفوا على تفسير تلك الحالة النفسية، حيث إنهم وجدوا الكثير من الصعوبات في تصنيفها، فمنهم من صنفها على أنها من الحالات النفسية الإيجابية التي تزيد من الشعور بالراحة، أو تدفع الإنسان نحو الأمام، ومنهم من صنفها على أنها من الحالات السلبية التي تفصل الإنسان عن واقعه، وتجعله غير قادر على التعامل معه بالشكل السليم، مما يزيد من سوء حالته التنفسية، ويضعف من قدرته على التعامل مع المحطين به.

مضاعفات الإصابة بالنوستالجيا

على الرغم من وجود بض العلماء الذين صنفوا مرض النوستالجيا من ضمن الأمراض النفسية الإيجابية، إلا أن التعود على 1ذلك المرض من أخطر الأسباب التي قد تودي إلى توقف قدرته على التطور أو المضي قدمًا، كما تضعف لديه القدرة على أتخاذ القرارات في حياته، ذلك من خلال الانغماس في تخيل أحلام اليقظة، أو من خلال إنكار حدث ما قد وقع في الماضي.

تاريخ ظهور النوستالجيا

يعود ظهور النوستالجيا في عام 1688م، خاصة في القرنين التاسع والثامن عشر الميلادي، بمعنى الحنين إلى العودة إلى الوطن، كما أطلق عليها البعض اسم الانتماء للوطن، ويجدر الإشارة إلى أن الاسم الأصلي للمرض يرجع إلى التسمية اليونانية، حيث إنه مكون من مقطعين، الأول هو : nostos، بمعنى العودة إلى الوطن، والثاني هو: algag، بمعنى الألم.

علاج مرض النوستالجيا

أكتشف علماء النفس العديد من العلاجات التي يمكن أتباعها لتقليل من أعراض مرض النوستالجيا، كما أن تلك العلاجات يمكنها علاج المرض بشكل كلي في حال ألتزم بها المريض بالشكل الصحيح، وهي تتمثل في التالي:

تكوين عدد كبير من العلاقات الصادقة في حياة المريض، ذلك ليحاول التخلص من الحنين للعلاقات السابقة له في الماضي، ويتمكن من المضي قدمًا في تكوين المزيد من الذكريات مع أشخاص آخرين.
ممارسة الهويات المحببة للنفس، مما سينتج عنه انغماس المريض في حياته الواقعية وإيجاد نفسه في الأمور التي يحبها، كما يفضل تشجيعه على ملء وقت فراغه بالكثير من الأنشطة المفيدة له، ذلك للتخلص من أي فرص يمكن أن يجد فيها أتساع لتذكر الذكريات الماضية والاندماج معها.
التأكد من أن كل الذكريات الموجودة في الماضي لا يمكنها الرجوع مرة أخرى، وأنه يجب تكوين المزيد منها في الحاضر والمستقبل.
التغلب على كل الآلام الناتجة من الذكريات الموجودة في الماضي، مع التأكد من أن كل الصراعات التي يعاني منها الشخص في تلك اللحظة لن تفيده، بل أنها ستسبب له الكثير من الألم والوجع، وستعمل على أن تكون عائق في مخيلته لا يمكنه زحزحته للمضي قدمًا، مما سيؤثر على مختلف مجالات حياته.
زيادة قوة العلاقات العائلية المحيطة بالمريض، ذلك لكونها من أكثر العلاقات شعورًا بالأمان والراحة.
محاولة زيادة ثقة المريض في نفسه، مع الاستمرار في التأكدي بأنه قاد على تخطي المرض، والشفاء منه في أقرب وقت ممكن.

وقت اكتشاف مرض النوستالجيا

تم اكتشاف المرض لأول مرة في القرن السابع عشر، ذلك بعد أن لاحظ أحد الأطباء على مرضاه حنينهم الكبير للماضي، مع عدم قدرتهم على تخطي الرغبة في العودة للوطن، وفي ذلك الوقت تم تصنيف المرض لعلى أنه من اخطر الأمراض العقيلة التي يمكن أن تصيب الشخص في حياته.

لذا لجأ البعض منهم إلى علاجه من خلال الإرهاب والتخويف، ذلك من خلال إقناع المريض بأنه في حال لم يقم بالتخلص تلك الذكريات سيتم دفنه حيًا، أو ضربه ضربًا مبرحًا، وقد أجدى ذلك العلاج مع المرض في ذلك العصر، وقد ساهم في التخلص من المرض لفترة كبيرة من الوقت، إلى أن ظهر مرة أخرى ولكن تحت العديد من المسميات الأخرى، مثل: التمتع بالأحداث الماضية.

أعراض مرض النوستالجيا

يظهر الكثير من الأعراض الخطيرة على مرض النوستالجيا، ويه تتمثل في التالي ذكره:

الإغماء.
الجنون.
التفكير بكثرة في الانتحار.
فقدان الشهية.
الأوهام والتخيل.
الهلوسة.
أنكار الواقع.
ممارسة الأمور التي لا تتناسب مع العمر أو الحالة الصحية، فيما يُطلق عليه ” بالنكوص”.
إدمان تذكر الماضي.
الإكثار من الانغماس في أحلام اليقظة.

أنواع النوستالجيا

صنف العلماء نرض النوستالجيا على أنه من الأمراض التي تحمل نوعان، هما كالتالي:

النوستالجيا المنعكسة: هي قبول فكرة أن الماضي لا يمكن له أن يتغير، مع الانعكاس إلى شعور الحنين والشوق له.
النوستالجيا المتصالحة: هو محاولة الشخص أستعادة الحالة التي كانت عليها الأشياء في الماضي، وإعادة بنائها مرة أخرى.

إيجابيات مرض النوستالجيا

كما ذكرنا من قبل، أن ذلك المرض قد صنفه بعض العلماء على أنه من الأمراض النفسية الإيجابية ما لم يتخطى المريض مرحلة معينة منه، والتي تظهر فيها أعراض الإغماء، أو الانتحار عليه، كما توجد به بعد الإيجابيات، وهي كالتالي:

تعزز من الحالة النفسية.
تزيد من قدرة المريض على أحترامه لذاته وتقدير أفعالها.
تعزز من حالة التركيز على تحقيق الأهداف في الحياة.
تدفع المريض نحو التقدم وممارسة الهوايات المحببة له.
تقوي المشاعر الإيجابية في نف المريض، منها: الشعور بالراحة والأمان، والسعادة، والسلام النفسي.
تزيد من النشاط والتفاؤل والرغبة في مواكبة أحداث الحياة.