هل الرياح من عوامل التعرية

هل الرياح من عوامل التعرية

نعم، تعتبر الرياح من عوامل التعرية، وذلك يرجع إلى أنها من العمليات الطبيعية التي تعمل على نقل التربة وبعض من أجزاء الصخور المفتتة من خلال عملية التجوية، وبفعل الرياح يتم نقل الصخور من مكان إلى آخر.

عملية نقل الأتربة أو الصخور من مكان إلى آخر تعتمد بشكل كلي على كمية وأحجام الأجزاء التي يتم نقلها من سطح إلى سطح، وتتم هذه العملية من خلال الرياح القوية التي لها طاقة عالية، وتكون السبب في رفع كمية كبيرة من جزيئات التربة والصخور المفتتة من الأحجار الناعمة مختلفة الأحجام.

ما هي التعرية؟

هي عبارة عن عملية يحد من خللها تآكل للطبقة السطحية للقشرة الأرضية، والتي تتكون من الصخور أو التربة، وتقوم بنقلها من مكان إلى آخر من خلال الرياح أو المياه.

• عملية التعرية تكون بدايتها من التآكل، وهي تعرف باسم عملية التجوية، وقد تحدث هذه العملية بسبب التغيرات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في الصخور والمعادن المختلفة.
• وتصنف التعرية على حسب العامل المؤثر عليها سواء من الرياح أو الماء، حيث إن التعرية بفعل الرياح تكون عبارة عن عملية طبيعية تقوم بنقل الأتربة من مكان إلى آخر من خلال الرياح، ومن الجدير بالذكر أنها تقوم بتحريك جزيئات التربة، وتكون الكمية على حسب قوة الرياح.
• تظهر التعرية بالرياح في أماكن محددة مثل الصحاري والكثبان الرميلة والشواطئ والأماكن الزراعية، بالإضافة إلى أن هذا النوع من التعرية يؤدي إلى ترسيب الفتات على هيئة أشكال معينة.

أنواع التعرية بالرياح

هناك العديد من التعرية التي تتم بالرياح والتي تختلف في شكلها وخصائصها، ويمكن عرضها فيما يلي:

• الزحف السطحي: هو عبارة عن انتقال للجزيئات الصخور سواء كان على شكل حبيبات أو فتات، حيث تنتقل من مكان إلى آخر بفعل الرياح، ويكون حجم الحبيبات التي يتم نقلها يتراوح قطرها من 0.5 مم إلى 2 مم، حيث إن هذا الفتات ينتج من تآكل السطح بفعل الرياح الزاحفة ومن ثم تتحرك بمعدل أمتار قليلة من منطقة إلى آخرى.
• القفز الرملي: هي عبارة عن عملية يتم من خلاله نقل جزيئات التربة التي يكون حجمها يتراوح بين 0.05 مم إلى 0.5 مم، هذه الجسيمات تكون خفيفة في الحجم حيث يمكن رفعها بسهولة ونقلها، ولكنها تكون كبيرة بالنسبة إلى الرمال التي يمكن أن تتعلق في الهواء، لذلك تكون حركتها تعتمد على الارتداد المنخفض على سطح الأرض.
• التعلق: هي عبارة عن عملية يتم من خلاله نقل الجسيمات الصغيرة التي يصل قطرها 0.1 مم أو أقل من ذلك، وتتحرك بفعل الهواء على هيئة غبار وتكون عواصف ترابية أثناء عملية النقل، هذه الجزيئات تتكون حبيبات رفيعة للغاية من الرمل وبعض الجزيئات من الطين والمواد العضوية التي تتواجد في الرياح ويمكن أن تتساقط مع هطول الأمطار.

العوامل التي تؤثر على تعرية الرياح

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على تعرية الرياح، ومن هذه العوامل ما يلي:

• التربة: قد تتواجد أنواع من التربة تتميز بالقساوة وقدرتها على مقاومة العديد من عوامل التعرية المختلفة، ومن ضمنها الرياح، كما أنها يمكنها أن تتماسك إلى حد كبير لمواجهة هذه الظروف، ولكن بعض هذه المقاومة في البداية تتعرض إلى عوامل التجوية التي تؤدي على تفتيت الصخور الصلبة ممن خلال عدة عوامل مختلفة مثل: الجريان المائي أو الأحماض أو الذوبان والتجمد؛ كما يوجد نوع من التربة يصعب حمله من قبل الرياح مثل: التربة الطينية أو التربة الطميية، ويرجع ذلك إلى خشونة تلك الحبيبات، وأن وزنها كبير إلى حد ما؛ ولكن التربة الرملية تكون على النقيض تماماً، ويسهل تحريكها بواسطة الرياح بسبب نعومة الحبيبات وقلة الوزن.
• خشونة السطح: خشونة السطح تؤثر بشكل كبير على تعرية الرياح، حيث إن الجزيئات الخشنة تمنع طاقة الرياح بالقيان بعملية التعرية التي يتم تطبيقها على سطح الأرض، وذلك بمقارنة الحبيبات الخشنة مع الحبيبات الناعمة التي تنتقل بسهولة من مكان إلى آخر، لذلك تعتبر خشونة السطح من العوائق التي تواجهها الرياح أثناء عملية التعرية.
• سرعة الرياح: سرعة الرياح تؤثر بشكل كبير على معدل التعرية التي تتعرض له الصخور أو التربة.
• رطوبة التربة: التربة الرطبة هي من تتحكم في سرعة الرياح وبالتالي تتحكم في معدل التعرية التي تتعرض له الصخور والتربة، حيث كلما زادت الرطوبة قل معدل التعرية، وذلك بسبب كبر حجم الحبيبات؛ وبالتالي يصعب نقلها من مكان إلى آخر.
• حجم الحقل: إذا كان حجم الحقل كبيراً في المساحة، ولا يوجد به حواجز يكون من السهل على الرياح القيام بعملية التعرية، ويزداد معدل التعرية، ولكن إذا وُجد حواجز، أو كانت المساحة قليلة يقل معدل التعرية.
• الغطاء النباتي: يعتبر الغطاء النباتي من الحواجز التي تواجه التعرية، والتي تؤدي إلى خفض معدل التعرية، وذلك يرجع إلى أن الغطاء النباتي يعمل على تقليل سرعة الرياح التي تتعرض لها التربة، وتقوم بتحويل جزء كبير من الطاقة حتى وصوله إلى التربة، كما أنها تساعد في تماسك الحبيبات للتربة وزيادة قوتها ضد عوامل التعرية.

أضرار التعرية بالرياح

التعرية بالرياح تكون السبب في حدوث العديد من الأضرار ومنها أبرزها ما يلي:

• تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، وذلك يرجع إلى أن الغبار الذي يتم نقله في الهواء يتسبب في ظهور العديد من المشكلات الصحية مثل الربو أو مشكلات تتعلق بالجهاز التنفسي.
• التعرية تؤثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي من خلال تجريد الطبقات العليا الخصبة التي توجد على سطح التربة والمواد العضوية، كما أن الرياح تسبب في دفن المحاصيل والأسوار، وتؤدي إلى ترسب الرمال وتلوث الهواء الجوي.
• التعرية بالرياح تؤثر على البيئة بشكل عام عندما يتواجد الغبار والجداول التي تؤدي إلى ترسب العناصر الغذائية الضارة، وهذا ما يقوم بدوره في تهديد حياة النباتات والحيوانات.
• المباني: قد تأتي الرياح بقوة كبيرة تكون السبب في اقتلاع المباني من مكانها والتأثير على الشكل الهيكلي للمبني من الخارجي.
• الأنشطة الاقتصادية: التعرية تكون السبب في حدوث العديد من المشكلات الاقتصادية، حيث عندما تهب العواصف الترابية تقوم بتعطيل حركة السير وتعطل الأنشطة الاقتصادية وطرق النقل.
• انخفاض سمك طبقة التربة: التعرية تتسبب في نقل الجزيئات التربة، وهذا يتسبب في خفض سمك قاعدة التربة، والتي يتمركز عليها العديد من النباتات والأشجار، كما أنها يمكن أن تكون السبب في تدمير النبات وانفصال عن التربة وتدمير جزء كبير من الغطاء النباتي.

الفرق بين التعرية والتجوية

هناك العديد من الاختلافات التي تكون بين التعرية والتجوية والتي يمكن عرضها فيما يلي: