أهمية لغة الجسد في التعاملات اليومية
أهمية لغة الجسد هي ما يتضح أمام جميع الأفراد الحريصين على الاستفادة من كل ما يتعلق بهذه المهارة، حيث يعد التعرف على مفهوم لغة الجسد وأهم الفوائد الناتجة عنها واحدة من أكثر الطرق فاعلية في حالة الرغبة في تطوير الذات، وعليه نهتم بتحديد كافة الطرق والوسائل المتبعة للتعرف على كيفية قراءة هذه اللغة وما هي الدلالات التي تعبر عنها، هذا بالإضافة إلى شرح تفصيلي لما يعود على الفرد من أهمية في حالة اتقانه لها.
تعتبر لغة الجسد أحد أشكال التواصل الغير لفظي، والتي يقوم بها الجسد في صورة إيماءات وإشارات من شأنها التعبير عن المشاعر الداخلية والأحاسيس بصورة غير شعورية، وتنعقد أهمية لغة الجسد في ما يلي:
- تعمل على تحسين لغة الاتصال للفرد التي يستعملها للتواصل مع الأشخاص الآخرين عبر أسلوب غير ناطق.
- التعبير عن ما بداخل الفرد من أحاسيس، حيث تعد رد فعل ينعكس على تصرفات وسلوكيات الفرد.
- تظهر حقيقة الفرد التي لا يمكن أن يتم التصنع فيها أو الكذب، فهي لغة صادقة إلى أقصى حد.
- تساهم في ترك انطباع أولي لدى الأفراد بمجرد النظر إلى الشخص، هذا بالإضافة إلى كونها لغة عالمية يستطيع فهمها الجميع دون الحاجة إلى تعلم لغة أخرى، الأمر الذي يساعد في تسهيل التعرف على مختلف الثقافات حول العالم.
- كما أن لها دور في تسهيل عملية التواصل مع الحيوانات الأليفة التي يمتلكها الفرد وتحسين العلاقة بينهم.
تزداد اهمية لغة الجسد بعد التعرف على مفهومها بصورة أعمق، حيث تمثل ما يزيد عن نسبة الخمسين في المائة من طريقة تواصل الأفراد معًا في حين تصل نسبة التواصل البشري عبر الكلمات فقط إلى سبعة في المائة، وتكون باقي النسبة هي التواصل عبر الوقفات ونبرة الصوت، وعليه نتقدم بعرض مفهوم لغة الجسد كما في التالي:
- هي لغة غير شفهية، تتمثل الأدوات المستخدمة فيها في الحركات النظرات مع الاستعانة بتعبيرات الوجه والأكتاف والرأس.
- تختلف هذه اللغة من فرد لآخر وذلك نتيجة طبيعة الشخصية من حيث كونها منغلقة أو منفتحة، فهناك البعض الذين يمتلكون قدرة عالية في قراءة هذه اللغة بصورة سهلة والبعض الآخر القادر على إخفاء مشاعره الحقيقية واستغلال لغة جسده لإظهار خلاف ما يبطن.
نوفر فيما يلي عدد من الأمثلة التي يتم التعرض إليها بشكل يومي كبيان واقعي على مفهوم لغة الجسد السابق الإشارة إليه:
- ظهور بعض الأفراد بمظهر الواثق خلال موقف يكون شعوره الداخلي فيه هو الرعب الخوف، ولكن تلزمه جميع الحلول إلى اتخاذ مثل هذا المظهر الخارجي حيث يكون القائد الشجاع الذي يؤتمن أن يصل بالعمل إلى بر الأمان.
- هذا بالإضافة إلى كون أحدهم بالفعل شخص فاهم وواعي لكل من حوله، في حين تظهر تعبيرات وجهه العكس تمامًا فيبدو لمن حوله في صورة سذاجة ولا يعي أي من متطلبات المواضيع التي تدور حوله.
- تستخدم لغة الجسد في إيصال رسالة معينة، مثل قيام فرد بنهي آخر عن فعل أي عمل مشين من خلال إلقاء نظرة جانبية فقط من عينة، فيتوقف الأخير على الفور من الكلام أو الفعل، كما يمكن أن تكون رسالة استغاثة وطلب للمساعدة في حالة التعرض لموقف خطر، أو للتعبير عن الإعجاب أو الارتياح للآخر أو الشعور بالحب.
قد يعتقد البعض أن لغة الجسد هي مفهوم حديث ولكنها تحمل تاريخ عتيق، سوف نهتم بالحديث عنه خلال السطور القليلة الآتية، حيث يساعد في التعرف على أهمية لغة الجسد:
- تمكن كل من الإغريق القدماء والرومان من استكشاف الحركات الجسدية والإيماءات عبر تحليل طرق التواصل بين الأفراد.
- هذا بالإضافة إلى غنى الحضارة المصرية القديمة بالعديد من الأقوال التي تصف الشخصية وماتقوم به من تصرفات كأنها أحد صور اللغات التي يتم بها التعرف وتفهم شخصية المرء.
- كما قام العلماء المصريين القدماء بالتعبير عن لغة الجسد في عبارة شهيرة نصها(إن شخصيتنا تبرز الاختلاف بيننا)، هذا بالإضافة إلى أن أوراق البردي تحتوي على الكثير من العبارات التي تفيد بأن حركات الجسد ما هي إلا انعكاس لتعابير الروح والمشاعر الداخلية.
- تم عمل أول دراسة على مستوى العالم خلال القرن السابع عشر، والتي كانت في صورة كتاب تحت مسمى(باتو مايو تامبا)، إلا أن محاولة العلمية الفعلية للحديث عن لغة الجسد كانت من خلال كتاب التعبير عن العواطف لدى الإنسان الصادر في العام الميلادي 87، ويعد الأول من نوعه في هذا المجال.
- هذا بالإضافة إلى حدوث نقلة فعلية هامة في مجال دراسة لغة الجسد منذ ستينيات القرن الماضي مع بداية دراسة علماء النفس بدراسة لغة الجسد بمختلف الطرق العلمية والعملية وكتابة الكتب عنها وعمل التحليل والتطبيق اللازم لها.
عند الحاجة في فهم لغة الجسد يجب أن يتم التعرف على ما هي الأنواع المتوفرة منها وما هي الإشارات الدالة عليها، وهذا شرح لها فيما يلي:
- إشارات طبيعية، ومن أهم أمثلتها الضحك والبكاء وباقي المشاعر الإنسانية المختلفة.
- إشارات مكتسبة ومنها رفع اليدين لرد التحية أو الانحناء لرد التحية في بعض الثقافات، حيث يتم اكتسابها من خلال المجتمع والبيئة المنتمي إليها الفرد.
- إشارات مزيج بين الطبيعي والمكتسب، ومنها هز الطفل للكتفين عند رفضه لشيء ما، والتي تعد عادة في الأساس تم اكتسبها من تقليد أحد الأبوين مع تواجدها معه منذ نعومة أظافره فتكون أقرب إلى الفطرة والعادة الشخصية.
سوف نوضح فيما يلي عدد من المعاني الدالة على اهمية لغة الجسد من خلال ما توفره من حركات جسدية ذات معاني متعددة منها الحقيقي والخفي:
- حركة حك الأنف، المعنى المتعارف عنها هو الكذب أو الخداع، أما المعنى الحقيقي لها فهو الحاجة لحك الأنف.
- القيام بإرجاع الظهر وإسناده إلى الخلف عند الجلوس، تعرف بدلالتها على التكبر أو الغرور، أما ما تفيده في الحقيقة هو الشعور بالتعب والإرهاق.
- راحة اليدين على الجبين، يعتقد البعض بدلالتها على الإحباط والغموض أو الانطوائية، بينما تعني في الحقيقة الإحساس بالبرد أو التفكير في طرق البحث عن المال.
- أما بالنسبة لتربيع الذراعين، يعد وضع دفاعي المعنى المتعارف له هو الشك، بينما يعني الإحساس بالبرد أو الإحساس بالتعب.
- الحاجة للراحة في وضع ساق على الأخرى، تدل عند الكثيرين على اتخاذ الفرد لموقف عدائي أو دفاعي، وهي تدل في الحقيقة على الراحة عند الرجال أما النساء فهي وضعية الجلوس الطبيعية.
- التثاؤب، تشير زبي الإحساس بالملل، بينما تعني في الحقيقة القلق أو مواجهة موقف صعب، هذا بالإضافة إلى دلالتها على الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة نقص الأكسجين في المكان.
بعد القيام بتوضيح الأهمية العامة للغة الجسد، يتبقى الآن التعرف على أهميتها بالنسبة لإرساء طرق التواصل مع بيان دورها في التأثير على التفكير والفهم البشري، وذلك من خلال التالي:
- تعمل على تحسين سبل التواصل بين الأفراد، وبالأخص حال استخدامها لتوصيل مختلف الرسائل الاتصالية بصورة صحيحة لا يختلط بها أي سوء تفاهم.
- تفيد في تجنب الأفراد الدخول إلى صراعات لا طائل منها وخاصة تلك المتسبب فيها سوء التفاهم.
- تساعد بشكل كبير في تعزيز قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره وأحساسيه بصدق، حال عدم توفر لديه حصيلة لغوية تساعده في ذلك.
- هي أداة يمكن من خلالها كشف ما يحاول أي فرد بتصنعه أو إخفائه، حيث يصعب على كل من يتقنها الوقوع في فخ الخداع هذا.
- تساهم في كشف ما يقوم به بعض الأفراد من خداع وكذب نتيجة صعوبة تزييفها مع عدم حاجتها إلى مترجم فهي لغة عالمية يفهمها الجميع.
يساعد التعرف على أهمية لغة الجسد على تفهم الفائدة المرجوة منها والتي تعود على جميع مجالات التنمية البشرية، وبالأخص تلك التي تتعلق بالتواصل ما بين الأفراد، وهذه الفائدة هي التالي:
- التعرف على حال المخاط كونه على دراية كاملة بما تم خلال المحادثة أم لا.
- تحديد الوقت المناسب لإنهاء الحديث وبدايته، وما هو أثر ذلك على المستمع.
- معرفة مدى موافقة المخاطب على طبيعة مجريات الحديث.
- تعيين القدرات الخاصة بالمخاطب من خلال درجة احترام وتفهمه للآخر.
- بيان رد فعل المخاطب سواء بالرفض أو بالقبول.
- التعرف على كيفية إيصال المعلومة للمخاطب.
- احتساب حاجة الحوار إلى المزيد من المعلومات التي تساعد في تحسينه أو الاكتفاء بما تم تقديمه من معلومات.
- المساعدة في تطوير المناقشات بصورة إيجابية ويتم ذلك تبعًا لما يتبين للفرد من ردود الأفعال التي تم استنتاجها وتحليلها من لغة الجسد.
تتم قراءة لغة الجسد بصورة سهلة وبسيطة نوضحها خلال شرح أهم الدلالات التي تترجم حركات الجسد إلى أفعال، ومن أهمها التالي:
- يدل في العادة ع على الشعور براحة كبيرة.
- عند قيام الفرد بعمل هذا الإنحناء برأسه أمام الآخرين فهي دلالة على شعوره بالأمان.
- هذا بالإضافة إلى استخدامها كعلامة على الاحترام والتقدير وبالأخص مع كبار السن.
- طريقة المشي التي تختلف من شخص لآخر هي تعبير واضح على كون الشخص يثق في نفسه من عدمه.
- حيث يدل المشي بخطى ثابتة مع رفع الرأس واسترخاء باقي الجسد واستقامة الكتفين على الثقة العالية في النفس.
- أما في حالة قيام الشخص بالمشي مع ظهر مستقيم ورجوع كتفيه إلى الوراء، فهي دلالة على كونه غير واثق من نفسه.
- العيون هي نافذة الروح، لذلك هي واحدة من أهم مفاتيح قراءة شخصية الفرد.
- هي تعبير حقيقي عن ما بداخل الفرد، حيث يدل اتساعها على مدى السعادة والفرح الذي يشعر به الفرد، والعكس تمامًا حال ضيقها.
- أما في حالة فرك العينين فهي دلالة على التعجب بسبب أمر ما، كما أنه عند القيام بتجنب النظر في عين من يتحدث تكون دلالة على كونه فرد فاقد الثقة في نفسه ويحمل شيء خفي لا يريد الآخرين أن يطلعوا عليه.
- هذا بالإضافة إلى دلالتها عندما يقوم الشخص بالنظر إلى أعلى على تذكرة لموقف ما أو تخيله لحديث، في حين يدل النظر إلى الأسفل ثم توجيه العينين للفرد على الشعور بالخجل.
- كما تدل لمعة العين مع اتساع حدقتها على وقوع الفرد في الحب.
- تمثل حركة اليدين دور كبير في بيان مدى أهمية التعرف على قراءة لغة الجسد، حيث يدل وضع اليدين على الرقبة أثناء الحديث على استحسان المتحدث لما يقال.
- عند القيام بتشبيك اليدين أثناء الجلوس فهي دلالة على الاحترام والتقدير حال تبعها حدوث استرخاء في حركة الجسد، أما في حال تبعها حركة تتسم بالجدية وعدم الاسترخاء فهي تدل على الترقب والتوجس.
- أما قيام الفرد بوضع يده في جيبه فهي دلالة على اللامبالاة، وإذا وضع يديه على الخدين مع تثبيت النظر في مكان محدد فيدل ذلك على الدخول في حالة من التفكير العميق أو عمل تقييم للمعلومات.
- القيام بمسك اليدين وضمهم إلى بعضهم أو مسك أحد الأصابع بخفة هو دلالة على الشعور بالخجل.
- يمكن من خلالها تفسير العديد من الإشارات الجسدية ومنها تحريك الأقدام أثناء الجلوس والتي تدل على نفاذ صبر الفرد أو بداية شعوره بالملل.
- أما في حال تثبيت القدم أثناء الجلوس فهي علامة على الثقة في النفس واستقلال شخصية الفرد.
يتيح التعرف على نبرة الصوت كأحد علامات لغة الجسد المشهورة بإدراك ما يخفيه، حيث تمتلك العديد من الدلالات منها التالي:
- التحدث بنبرة صوت عالية مع ابتسامة هو دليل على السعادة التي يشعر بها من خلال الحديث هذا بالإضافة إلى إحساسه بالمرح والتسلية.
- كما قد تدل تبعًا لرأي بعض العلماء على محاولة الفرد في إخفاء شيء ما.
- أما في حالة التحدث بنبرة صوت منخفضة جدًا فهذا يدل على ضعف في الشخصية وقلة الثقة بالنفس.
- عندما ينظر الفرد بشكل مباشر في عين من يواجهه ويتحدث إليه بنبرة صوت مرتفعة فهذا دليل على الغيرة أو الشعور بالحقد أو رغبة في التحدي، هذا بالإضافة إلى اعتبارها ثقة زائدة في النفس.
- أما إذا تم الحديث بطريقة سريعة متعمدة وبصوت مرتفع مع النظر إلى من أمامه، فهذا يدل على دخول المتحدث في موجة من الإثارة العاطفية التي قد تكون فرح أو حزن أو قلق أو غضب.
توجد العديد من أسرار لغة الجسد التي تعمل على جذب انتباه الآخرين تجاه الأفراد الذين يمتلكونها ويحسنون استخدامها، وعليه نهتم بسرد أهم هذه الأسرار في التالي:
- تعابير الوجه المشرقة هذا بجانب الاحتفاظ على الابتسامة الدائمة.
- الاعتماد على الإيماءات المتوازنة والمعبرة، مع المحافظة على الوضع المغلق لأصابع اليد وجعل اليدين أسفل الذقن،
- كما يجب تجنب ثني الذراعين أو تشبيك القدمين معًا.
- استخدام حركات الرأس ثلاث مرات عند التحدث، أما في حالة الاستماع لحديث ينصح بإمالة الرأس فقط مع الاحتفاظ بوضعية الذقن لأعلى.
- الاستعانة بالاتصال بالعينين أثناء التحدث مع الآخرين، الأمر الذي يساعد في الشعور بالغربة في استمرار التواصل معهم.
- الوقف بصورة مستقيمة عند التحدث، أما في حالة الاستماع فيجب أن تتم إمالة الجسم للأمام.
- الحرص على ترك مسافة محددة بين الأشخاص المتحدثين، مما يساهم في خلق الشعور بالارتياح.
تعرضنا لفهم أهمية لغة الجسد من خلال تحديد المفهوم الصحيح لها، إضافة إلى سرد تاريخها وما هي أهم العلامات الدالة عليها والفوائد المرجوة منها، مع توضيح بعض الأسوار الخاصة بها.
كانت هذه ابرز المعلومات حول موضوع أهمية لغة الجسد في التعاملات اليومية مقدمة لحضراتكم من موقع مشروع المعرفة .