كيف يكون الانتماء لأرض الوطن

كيف يكون الانتماء لأرض الوطن

الانتماء إلى الوطن ليس مجرد شعارات تُردد، أو كلام رنان يُقال في المناسبات والأعياد الوطنية، بل هو شعور قوي يتملك الإنسان، ويُترجم إلى أفعال وعمل دؤوب، فانتماء الإنسان لوطنه هو شعوره بأنه جزءًا منه، مكونًا معه علاقة قوية إيجابية، تصل به إلى درجة عالية من التفاني والإخلاص للوطن.

وينتمي الإنسان لأرض وطنه عن طريق الآتي:

• شعوره بالرغبة القوية في أن يبذل كل ما في وسعه من جُهد وتعب لأجل وطنه، وحتى يرفع رايته في كافة الميادين.
• يتجلى انتماء الإنسان لوطنه في حفاظه على ثرواته وموارده ومصادره الطبيعية من الهدر، فلا يلوث البيئة، فيعمل جاهدًا للحفاظ على التربة والهواء والماء، ويتعامل مع أرض وطنه على أنها قطعة من روحه.
• ولا يصبح الإنسان منتميًا لوطنه إلا إذا لم يألوا بأي جهد في سبيل الحفاظ على حضارة بلده، وما تركه له أجداده وآباءه من تراث وتاريخ، وأن تتناقل الأجيال القادمة هذا التاريخ جيلًا تلو الآخر.
• ويظهر مدى حب الإنسان لوطنه وانتماءه إليه من خلال سعيه المستمر وعمله الذي لا ينقطع في جميع ميادينه، فيجتهد في المدارس والجامعات، ويكد في الشوارع والمزارع والمصانع، ويسعى للإبداع وخلق الابتكارات التي تعلي من اسم وطنه وتعزز مكانته، وتضع بلده بين مصاف الدول المتقدمة.
• وانتماء الإنسان إلى وطنه لا يظهر فقط عند تواجده فيه؛ بل يتجلى أيضًا عندما يكون مغترب، فيسعى لإبراز صورة طيبة عن وطنه في الخارج، فيكون خير من يمثله.
• ومدى انتماء الإنسان لوطنه يظهر عندما يتعاون مع أشقاءه في الوطن لأجله، فيشكل معهم الحصن المنيع ضد الأعداء والمتربصين، ولا يترك فرصة لأي شيء يعكر صفو الأمن والأمان على هذه الأرض.

مظاهر الانتماء للوطن

من الأفعال والسلوكيات التي تتجلى فيها مشاعر الانتماء للوطن ما يلي:

• الحرص على الانضباط في العمل والإخلاص فيه.
• الحفاظ على الممتلكات العامة وعلى نظافة الشوارع.
• احترام عادات وتقاليد المجتمع والحفاظ عليها.
• الحرص على الاندماج مع أبناء الوطن ومشاركتهم في أحزانهم وأفراحهم.
• بذل كل الجهد للنجاح في الدراسة والعمل.
• خدمة المجتمع بكل الصور، ومنها المشاركة في الأعمال التطوعية.
• الالتزام بكل ما يفرضه المجتمع من قواعد سلوكية وقوانين.
• احترام جميع الرموز الوطنية وهي العلم الوطني والنشيد الوطني.
• العمل على حل النزاعات التي تنشأ بين الجماعات والأفراد بانتقاء أسلوب حوار واعي.

أهداف الانتماء للوطن

تتمثل أهمية الانتماء للوطن فيما يلي:

• شعور الشخص بالانتماء لوطنه يعزز بداخله الشعور بالاستقرار والحب والطاقة الإيجابية.
• يلعب شعور الانتماء للوطن دورًا كبيرًا في شعور الإنسان بالرغبة في العمل والتطوع لأجل صالح وطنه، وهو ما يزيد بداخله من الشغف لتحقيق المزيد من النجاحات، والتي لا تُعد نجاحات شخصية فقط، بل نجاحات يستفيد منها الوطن.
• الانتماء والولاء للوطن ينتج أبناء صالحين، لا هم لهم سوى رفع اسم أوطانهم عاليًا.
• انتماء الإنسان لوطنه يزيد من تحفيزه على استمراره في العمل الدؤوب لتحقيق الإنجازات التي تجعل بلده في مصاف أكثر الدول تقدمًا.
• عندما يشعر الإنسان بولائه لوطنه، تزداد طاقته والتي تتجلى في اجتهاده بعمله واستمرار مسيره للوصول إلى أعلى درجات المجد.
• شعور الانتماء للوطن ينمي الرغبة في نفوس جميع أبناءه لخدمته، فنجد الطالب يجتهد حتى يصبح مخترعًا يفيد وطنه، ونرى الطبيب يكد في عمله، والمُعلم يبذل كل ما في وسعه بكل حب حتى تصل رسالته إلى طلابه ليس فقط لينجحوا في دراستهم، بل ليكونوا متميزين بها، ومن ثم متميزين في حياتهم العملية فيما بعد.
• عندما يشعر الكبار بحبهم لوطنهم وولاءهم له، فهم ينقلون هذا الشعور إلى أبنائهم، ويزرعون في قلوبهم معنى حب الوطن، فيحرصون على الجد والاجتهاد حتى يرفعون راياته في مختلف المحافل الدولية.
• انتماء الإنسان لوطنه يجعله يسعى للحفاظ عليه بأبسط الوسائل، فلا يخرب الممتلكات العامة، ولا يدمر موارده ومصادره الطبيعية، ولا يلقي بالقاذورات في الشوارع، بل يزداد حرصه على أن يكون وطنه نظيفًا، يتنفس أبناءه الهواء النقي.
• لشعور الولاء للوطن دور إيجابي في تعزيز رغبة الإنسان في التحسين من ذاته وسلوكياته مع أبناء وطنه، فيتجنب إيذاء أي أحد، ويبتعد عن الفساد بجميع أشكاله، فيحافظ على ثروات الوطن كأنها ملكًا له.
• الشعور بالانتماء للوطن يزيل أي شعور بالأنانية، فيصبح الإنسان لا هم له سوى مصلحة وطنه، ولذلك يبديها على مصلحته الشخصية.

عوامل تعزيز الانتماء الوطني

هناك العديد من الأفعال التي يقوم بها الإنسان والتي يترجم من خلالها مدى حبه لوطنه وانتماءه له ومنها:

• دعوة جميع أبناء الوطن لتعزيز قيمة الانتماء له، وأن يدركوا أهمية هذا الشعور، وأن حماية الوطن من الداخل لا يمكن أن تحدث إلا إذا كان حب الوطن يفوق أي حب، وإذا كان انتماء أبناء إليه تامًا.
• شعور الإنسان بالانتماء نابع من إيمانه التام بأن قضية وطنه هي الأهم ليس في حياته فقط، بل في حياة كل أبناء هذا الوطن، فتكون هي كل همه أينما ذهب.
• انتماء الإنسان لوطنه يجعله يشعر بأنه مرآة له، فيكون حريصًا على ألا يصدر منه إلا السلوكيات الحسنة.
• من أبرز عوامل تعزيز الانتماء الوطني تعليم النشء كيفية حب الوطن، وذلك عن طريق تدريس تلك القيم في المناهج الدراسية، فتزيد من نفوسهم التربية الوطنية، وتعلم أبناء الوطن من طلبة المدارس والجامعات الأخلاقيات الصحيحة التي يجب أن يكتسبها المواطن المفيد لبلده.
• من أكثر ما يزيد رغبة الإنسان في رفعة وطنه، إدراكه لحضارته ومجده ومعرفته بتاريخه العريق، هذا التاريخ الذي يعرفه من خلال دراسته في المدارس والجامعات، ومن وسائل الإعلام.
• من العوامل الأخرى التي تعزز الانتماء الوطني، أن يكون كل شخص جنديًا في مكانه، فيحرص على خدمته وتأدية رسالته نحوه بالشكل الأمثل، ليكون هدفه الأسمى هو رفعة وطنه وتقدمه باستمرار.
• من أبرز العوامل التي تعزز شعور الانتماء إلى الوطن، احترام عاداته وتقاليده، وعدم محاولة فرض عادات وتقاليد البلاد الأخرى، وعيًا منه بأن عادات وتقاليد وطنه هي جزء لا يتجزأ من هويته وثقافته وحضارته، والتي يجب أن يكون شعوره نحوها هو الفخر فقط.
• من العوامل الأخرى المعززة لشعور الانتماء الوطني، الانضباط في العمل وعدم الاستهتار به، وجعل الاجتهاد فيه من أهم ركائز الوطن في التقدم والتطور والازدهار.
• الحفاظ على القوانين التي تعزز من العدالة بين أبناء الوطن الواحد، وبالتالي يترسخ حب الوطن والانتماء له بالنفوس.

أسئلة شائعة