ما هي متلازمة دوين – مشروع المعرفة

آخر تحديث: 24 نوفمبر، 2022

ما هي متلازمة دوين

يتم تعريف متلازمة دوين على أنها اضطراب نادر يحدث في منطقة العين، ويولد به الإنسان، وتتسبب في أن العضلات والأعصاب الموجودة حول العين لا تعمل بالشكل الصحيح لها، فلا تعمل معاً، ما يعيق العين على أن تقوم بالقيام بالحركة الطبيعية لها، كما يطلق عليها في بعض الأحيان اسم “متلازمة ستيرلينج تيرك”.

تحدث تلك المتلازمة نتيجة عدم تطور الأعصاب التي تعمل على التحكم بتلك بالعضلات الموجودة في منطقة العين بشكل طبيعي خلال مرحلة الحمل، أو قد تكون غائبة تماماً، وينتج عن ذلك أن بعض العضلات تبدأ في التمدد، وتعمل على أن تنقبض أو تبقى رخوة عندما تحتاج العين إلى الضغط والحركة بشكل معين.
لا تتسبب متلازمة دوين في العمى، أو حتى أنها لا تتسبب مع الوقت في حدوث مشاكل صحية أخرى، ولكن مع ذلك، ففي بعض الحالات النادرة للغاية تتعلق متلازمة دوين مع بعض المشاكل الموجودة في العظام، والعينين والكليتين والأذنين والجهاز العصبي بشكل عام.
في أغلب الأحيان ما تتأثر عين واحدة فقط من للمريض المصاب بمتلازمة دوين، وفي الأغلب ما تكون تلك العين هي العين اليسرى، لكن يذكر أن قرابة 20% من الذين أصيبوا بتلك المتلازمة يعانون من مشاكل في كلتا العينين، وتثبت الأبحاث أن النساء أكثر إصابة بمتازمة دوين أكثر من الرجال.

أنواع متلازمة دوين

تتنوع متلازمة دوين من حيث التأثير الخاص بها إلى 3 أنواع، وهي كما يلي.

النوع الأول من متلازمة دوين هو عدم قدرة المصابين بها على تحرك عينهم المصابة للخارج في اتجاه الأذن، ما يعني أن قدرتهم على تحرك عينهم المصابة للخارج والتي تسمى خاصية “التبعيد” تكون محدودة، بينما قدرة العين المصابة على التحريك تجاه الأنف، والتي يتم تسميتها بخاصية “التقريب” فهي تسير بشكل طبيعي، وتعد تلك الحالة هي الحالة الأكثر شيوعاً في متلازمة دوين.
النوع الثاني من متلازمة دوين وهو عدم قدرة العين المصابة على الاتجاه إلى الداخل، بينما يمكنها التحرك بسهولة والتوجه إلى الخارج بشكل طبيعي، أو حتى بشكل محدود قليلاً، ما يعني أن العين المصابة يمكنها التوجه للنظر ناحية الأذن بشكل طبيعي أو محدود قليلاً، ولكن لا يمكنها النظر إلى الأنف.
النوع الثالث وهو الأصعب للمريض، بحيث لا يمكن للعين القدرة على التوجه إلى الداخل أو حتى إلى الخارج، فلا يمكن للعين المصابة التوجه ناحية الأنف، أو ناحية الأذن بأي حال من الأحوال.

في أغلب الأحيان تكون متلازمة دوين واحدة من الحالات المعزولة، والتي لا تتعلق بأي حالة مرضية أخرى داخل الجسم، وتلك النسبة تصل إلى ما يقرب من 70% من الحالات المصابة، وترتبط في بعض الأحيان الشاذة، مع وجود بعض المشاكل الأخرى في الجسم، والتي تنقسم في تلك الحالة بحسب ارتباط متلازمة دوين بمشاكل أخرى في الجسم إلى 4 فئات.

وتلك الفئات هي الشذوذات الهيكلية، والشذوذات السمعية التي ترتبط بالأذنين، والشذوذات البصرية التي تتعلق بالعيون، والشذوذات العصبية التي تتعلق بالجهاز العصبي.
كما يمكن أن ترتبط متلازمة دوين ببعض المتلازمات الأخرى، والتي من بينها متلازمة أوكيهيرو، متلازمة هولت أورام، ومتلازمة ويلدرفانك ومتلازمة مورنينج جلوري ومتلازمة غلودنهار.

أسباب متلازمة دوين

من الممكن أن يكون السبب الرئيسي وراء الإصابة بمتلازمة دوين هو سبب وراثي، أي أن المرض تم انتقاله عن طريق الجينات من أحد الوالدين إلى المريض، وتلك الحالة تكون نادرة، وبشكل عام بقرابة 90% من المصابين بمتلازمة دوين يكونون من الأشخاص الوحيدين في العائلة الذين يعانون من ذلك المرض.

الأمر الذي جعل الكثير من الخبراء والمتخصصين يعتقدون بأن متلازمة دوين هي ناتجة عن مشكلة محددة، ويريدون تحويل ذلك المرض واعتباره مرضاً مكتسباً، وأن ذلك المرض يحدث للجنين في الفترة ما بين الأسبوع الثالث والثامن من الحمل، ففي تلك الفترة تكون أعصاب العين آخذة في النمو عند الجنين، والعضلات تقوم بأولى مراحل نموها في تلك الفترة، بما في ذلك عضلات العينين.
ويرجع الأطباء والمتخصصون تلك الحالة إلى العديد من العوامل المختلفة، والتي من بينها تعرض الأم لبيئة محددة، أو أن هناك مشكلة محددة في البيئة التي تعيش فيها الأم في فترة الحمل، ولكن بشكل عام، لم يستطع أي من الخبراء تحديد السبب الأساسي والرئيسي خلف متلازمة دوين بشكل دقيق.

أعراض متلازمة دوين

تحتوي أعراض متلازمة دوين على العديد من الأعراض المختلفة، والتي تؤثر بشكل مباشر على عملية الإبصار بشكل عام، وتلك الأعراض هي كما يلي.

وضعية الرأس: يعاني المصاب بمتلازمة دوين من قيامهم بميل رؤوسهم بشكل دوري، وذلك حتى يتمكنوا من مساواة خط الأفق وشعاع الإبصار الموجود للعينين، فعندما تكون عين أعلى من الأخرى، أو أدنى منها يحتاج المريض للميل برأسه للإبقاء على استقامة نظره.
ضعف الرؤية: وهي حالة نادرة بعض الشيء ضمن المصابين بمشكلة متلازمة دوين، بحيث تكون لديهم العين المصابة كسولة أو خاملة، فتتحرك العين بشكل محدود، أو لا تتحرك من الأساس، وتلك الحالة تسمى “الغمش”
تضييق الجفن: في بعض الحالات قد تظهر إحدى العينين بصورة على أنها أصغر من العين الثانية بسبب تضييق الجفن عليها.
الحول: المعنى الطبي لتلك الحالة هو أن تقوم العينان بالنظر في اتجاهين مختلفين، وترسل كل واحدة منهما صورة مختلفة للمخ، ولا يستطيع المخ التركيز على عنصر محدد بين عناصر تلك الصورتين المختلفتين، ومن الممكن أن تحدث تلك الحالة للمصابين بمتلازمة دوين في بعض الأوقات فقط، وقد تحدث معهم بشكل دائم.
شكل العين: بسبب ضعف العضلات المحيطة بالعين المصابة، فتظهر العينان مختلفتين في المستوى الرؤية، بحيث يرى الناظر لهما بأن العين المصابة أعلى من الثانية، أو أنها أدنى من الثانية.

كما أن بعض المصابين بمتلازمة دوين تكون لديهم عملية الرؤية مضاعفة، بسبب الاتساع في مجال الرؤية، بزاوية كبيرة، فيقوم المخ بمحاولة التعامل مع الصورة الكبيرة تلك، ويبذل مجهود أكبر، ما يؤدي إلى التسبب في الصداع، ومن الممكن أن يكون المصاب يعاني من بعض الآلام في منطقة الرقبة، وذلك نتيجة لإمالتها لفترات طويلة.

علاج متلازمة دوين للعيون

حتى الآن لم يتم اكتشاف أي علاج مباشر لمتلازمة دوين، لكن الأمر المطمئن أن الأطباء يعملون على توفير بعض النصائح، ويعملون على بعض الإجراءات التي تساعد في عملية تصحيح العين عند النظر بشكل مستقيم، وذلك حتى يتم حماية المريض، ويتمتع بقدرة على الإبصار إلى أقصى درجة ممكنة، فمن الممكن أن تساعد النظارات الطبية أو عملية الرؤية أو العدسات اللاصقة أحياناً في توفير أفضل درجة ممكنة من الإبصار للمريض.

من الممكن أن يوصي بعض الأطباء بالقيام بارتداء رقعة فوق العين، كونها تقوم على جعل الرؤية أفضل، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على تجنب الإصابة بكسول العين، أو بالغمش، فتلك الرقعة تجبر العين الضعيفة على أن تصبح أكثر قوة، ومن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض العدسات الخاصة للنظارات، والتي تعمل على تغيير الرؤية؛ حتى يستطيع الشخص التحكم برأسه بطريقة أكثر طبيعية.
الأهم من كل ذلك أن يتم إجراء العديد من الفحوصات المنتظمة للعين، فمن الممكن أن يحتاج الأطفال الصغار إلى زيارة الطبيب المختص في فترة متكررة كل 3 أو 6 أشهر؛ وذلك حتى يستطيع الطبيب علاج العين الكسولة بشكل أكثر سرعة.